محرك بحث متخصص في تكنولوجيا التعليم


"كيف تستعد للامتحان بدون تعب"


مع الأستاذ  :
فوزي محمد بشري
وللاطلاع على الأجزاء السابقة



واليوم مع 

الجزء الرابع : المهارات العملية للاستعداد الفعال

ذ. فوزي محمد بشري

بعد أن تعرفنا جميعا على القدرات الهائلة للعقل البشري، و على الأسباب التي تجعل المذاكرة فاشلة بدون نتائج ، في هذا الجزء سأمد بالمهارات العملية الميسرة و البسيطة حتى تنجح في عملية الاستعداد للامتحان بدون تعب. حيث سنعتمد على التجربة و الممارسة التي استفدنا منها كثيرا كتلاميذ و كطلبة ثم كأطر تربوية . و ذلك بأسلوب واضح عملي بعيدا عن التنظير الممل و المتعب للقارئ . حتى تقبل على المهارات التسعة بكل فرح و تفاؤل :

1)  النية و التوكل : جاء في الحديث{إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى} كلما كانت نيتك حسنة هدفها طلب العلم و النجاح و إسعاد الأسرة و خدمة الوطن، سيكون لك كل ما نويت ان شاء الله. ثم عليك بالتوكل على الله عز و جل الذي قال{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} أي تَوَكُّلَ الله لَهُ بِالنَّجَاحِ في الدنيا و الاخرة و يسره له شَرِيطَةَ اجتهاده و استعداده     و اخلاص النية. ثم التقوى الدائمة، قال تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} أي يجعل الله لم مخرجا من كل حرج أو نسيان و قلة فهم أو عسر درس ، بل يرزقك علما وفهما و حفظا من حيث لا تحتسب ، فلك قاعدتنا الذهبية الثانية :  


2) اعداد الطاقة :

 الطاقة هي القوة و الحماس و القدرة و الرغبة التي تستطيع من خلالها العمل و الانتاج          و الاستعداد للامتحان دون تردد أو فشل او كسل، و تنقسم إلى ثلاثة انواع :

   * الطاقة الروحية: هي تلك الطمأنينة و الساكنة التي يحس بها التلميذ و الطالب في قلبه، تدفعه للعمل و الاستعداد للامتحان بكل سعادة و فرح. و هي تحصل بملازمته للذكر و الصلاة و الوضوء بر الوالدين { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }.مع ملازمة دعاء:   ." اللَّهُمَّ لا سَهْلَ إِلا مَا جَعَلْتَهُ سَهْلا ، وَأَنْتَ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْحَزَنَ سَهْلا " عند بداية كل مذاكر ة.  "

 *الطاقة الذهنية: هي القدرة على القراءة و التلخيص و الفهم و التخطيط. حقيقة هي الأهم و الأصعب، هي أساس عملية الاستعداد للامتحان و نجاحها، ولن يحصل عليها التلميذ   أو الطالب إلا بالصبر و الإرادة و الاستمرارية مع عدم التراخي و الملل مع الاستعانة التامة بالطاقة الروحية.

* الطاقة الجسمية: العقل السليم في الجسم السليم، حافظ على سلامة جسمك و اجعله نشيطا متحمسا، و احرص ألا تعرضه للمرض خلال عملية الاستعداد للامتحان و لا تتعبه      - كما يفعل بعض المقبلين على الامتحانات- بلعب كرة القدم يوميا أو الجري القاسي بحجة الترويح و التجديد، هذا خطأ استراتيجي يجب تجنبه أثناء المراجعة. في حين يجب عليك ملازمة المشي الخفيف يوميا خاصة بعد فترة المذاكرة الطويلة مع الإكثار من شرب الماء و أكل الفواكه الجافة {اللوز، الزبيب، التمر ....} و حتى الفواكه الطازجة. بالإضافة إلى ال نوم الساعات الضرورية لجسمنا ( على الأقل 6 ساعات ) مع التقليل قدر الامكان من الشاي  و القـــــــهوة و المشروبات الغازية لأنها تخلق الإيقاظ الزائد الذي يسبب التوتر و الانقباض النفسي لدى المتعلم.

3) الجدولة الزمنية :

هي السهلة و البسيطة فقط قم برسمها على ورقة جميلة بخط واضح و عاهد نفسك على تطبيقها قدر الامكان و حتى لا أكثر عليك من التنظير في مسألة إدارة الوقت سأمدك بنموذجين للجدولة الزمنية، لأنه لم يبقى إلا 30 يوما على امتحانات الثانوي التأهيلي و 40 يوما على امتحانات الثانوي الاعدادي .


*الجدولة الزمنية الخاصة بالمذاكرة مع استمرارية الدراسة بالمؤسسة


*الجدولة الزمنية الخاصة بأيام العطلة

 

النموذجين أعلاه للاستئناس بهما فقط ، المهم حاول رسم خطة واضحة للأيام الباقية على الامتحان حتى تعرف موضعك من عملية الاستعداد و المذاكرة، الجدولة الزمنية و التخطيط و الالتزام بالبرنامج الذي سطرته تمنحك قوة داخلية و ثقة عالية تهزم بها كل الصعاب و المشوشات على الاستعداد للامتحان، عليك بذلك و ستحقق المعجزات ان شاء الله .

4) المذاكرة بإعداد الخرائط الذهنية لكل مادة :

للأسف معظم الشباب يذاكرون بطريقة القراءة المتكررة إما بصمت أو بالتسميع و هذا غير كاف و لا يساعد الدماغ على القيام بوظائفه العجيبة من فهم و معالجة و تخزين. لذا وجب اعتماد الخرائط الذهنية كوسيلة استراتيجية للمذاكرة، لأنها تساعد التلميذ على رسم صورة مرئية لكل مادة في ذهنه بشكل ملخص و مركز، حيث يستطيع استرجاعها أثناء الامتحان فيقرأ ما فيها من معطيات بكل بساطة. فتصبح المادة العلمية صورة كباقي الصور التذكارية الموجودة في الدماغ.

* طريقة إعداد خريطة ذهنية (الاجتماعيات نموذجا)

 


في المرحلة 1 قم بتحديد عنوان الدرس في دائرة  وسط الورقة، ثم المرحلة 2 حدد المحاور الكبر ى، أما المرحلة الثالثة ضع المحاور الفرعية لكل محور كبير. و بالتالي تحصل على صورة كاملة للدرس يمكنك تخزينها في دماغك بطريقة سهلة.  


حتى تكون الخريطة الذهنية أكثر فعالية يستحسن استعمال الالوان و حتى الرموز و الأشكال، فالدائرة بالأزرق الداكن ترمز لعنوان الدرس و المستطيلات باللون الازرق الفاتح للمحاور الكبرى و المربعات بالأزرق الخفيف للمحاور الفرعية. مما يعني أنك استعملت كل الحواس في عملية معالجة و تخزين المعلومات في الدماغ و هذا ما يفسر نجاعة و قوة الخريطة الذهنية كوسيلة لتنشيط الدماغ البشري حتى يقوم بكل وظائفه. جربها و ستكتشف السحر العجيب للخريطة الذهنية في معالجة و فهم المعلومات بإذن الله. و لك مني القاعدة الذهبية الثالثة :


5) اختيار مكان المراجعة :

اختر المكان الذي ترتاح فيه، لكن بشرط أن تحس بأن مراجعتك فعالة و معلوماتك تتحسن و تتقوى و دماغك يشتغل بفعالية. و مع هذا أنصحك بالأماكن الهادئة التي تقل بها المشوشات من تلفاز و صور و أزهار و مناظر حتى لا تقع في مشكل السرحان الطويل، أما تروج له القنوات بطريقة غير مباشرة عن طريق الريبورتاجات أنالشباب يستعد للامتحانات في الحدائق فذاك خطا فادح حتى و لم يكن مقصودا.

6) الأوراق الملونة :

حاول قدر الإمكان ان تخصص لكل مادة أو مادتين أوراق ذات لون خاص، مثلا الاجتماعيات و العربية اللون الأصفر، الرياضيات اللون الأبيض.....و هكذا حتى ترتب معلومات كل مادة باعتماد لون محدد في دماغك حتى تكون عملية التذكر و الاسترجاع خلال الامتحان سهلة و فعالة.

7) الإلقاء أمام المرآة :

كل يوم عندما تنتهي من المذاكرة قف أمام المرآة و حاول ان تلقي كل ما ذاكرته عن طريق التسميع و كأنك أما جمهور عريض و أنت في مكان المحاضر العالمي الذي يصفق له الجميع، ستتسرب إلى روحك قوة هائلة تدفعك للمزيد من العمل و الاجتهاد، كما ستكتشف بعض الثغرات في مذاكرتك حيث تعمل على معالجتها غذا ان شاء الله .

8)التكرار للنقش الذهني  :

حين تبدأ  النوم  في سكون الليل حاول تكرار و استرجاع كل ما كتبته و رسمته في الخرائط الذهنية بطريقة ذهنية و خيالية، حيث ستحقق لك بهذا ما يسمى " النقش الذهني" هذا المفهوم الذي استحدثه شخصيا و لازلت أعمل على تطويره و التوسع فيه مستقبلا



.

9) توقع الأسئلة وانجاز امتحانات سابقة مشابهة :

حاول تحويل كل محاور المواد المدروسة إلى أسئلة متوقعة ،كأنها هي أسئلة الامتحان المقبل، مع العمل على الاجابة عليها حيث ستزيد من ثقتك في نفسك و اكتشاف قدراتك و معالجة نقط الضعف لديك.

في الاخير، المهم في هذا كله،هو توكلك على الله تعالى أولا، ثم حاول العمل بالخرائط الذهنية لأنها تعتبر جامعة كل العمليات و المهارات التي ذكرتها لك. فالخريطة الذهنية تساعد الدماغ على القيام بكل العمليات العقلية المختلفة من فهم و إدراك و معالجة و حفظ و تخزين.

اذن هيا انهض و ابدا العمل و ضع جدولا زمنيا للمذاكرة و توكل على الله و ستجد النتائج الطيبة لعملية الاستعداد . حينها لا تنسانا من دعائك الصالح حتى نلتقي في المقال الاخير حول ما تفعله ليلة الامتحان و أثناء الامتحان و بعد الامتحان .



 ذ : فوزي بشري  محمد لموقع تكنولوجيا التعليم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top