محرك بحث متخصص في تكنولوجيا التعليم



 بواسطة الأستاذ: فوزي محمد بشري  لموقع تكنولوجيا التعليم


إن مقالي هذا عبارة عن مقدمة لسلسلة مقالات، سأتناول فيها - إن شاء الله- مهارات و طرق الاستعداد للامتحانات الدراسية حتى يستفيد منها أبناؤنا و يقبلون على الامتحان بكلراحة نفسية و همة عالية .

       إن الغرض من هذا التقديم هو خلق نوع من الاهتمام لدى بعض الأطراف المعنية مباشرة بمسألة الاستعداد للامتحانات الدراسية، خاصة الأسرة و المدرسة و التلميذ أو الطالب.
        الامتحانات مسألة مجتمعية بامتياز، فجودتها و نتائجها و ظروف انجازها مؤشرات قوية على رقي و تقدم الأمم حيث يمكن القول :" أخبرني عن جودة و نتائج امتحاناتك أخبرك عن مستوى رقي مجتمعك " ، خاصة إذا تعلق الأمر بامتحان الإعدادي و التأهيلي فما فوق.
         لكن المؤسف جدا هو ما نراه من استنفار عام داخل الأسر الذي قد يدوم سنة أو أكثر ،قصد الاستعداد لعرس أو خطوبة أو عقيقة لأجل أن تمر بسلام و بمظهر يسد الأفواه حسب عادات البعض. وكذا نفس الشيء بالنسبة للشباب و الأطفال بصفتهم طلابا حين يقترب الكلاسيكو أو كأس افريقيا أو كأس العالم أو حتى اختيار مدربي الفرق الاجنبية و الوطنية ...الكل يستعد و يتهيأ لهذه المناسبات الرياضية التي قد تخرب و تدمر أكثر مما تبني .أما مناسبة الامتحانات لا اهتمام بها و لا استعداد لها و لا شيء يفعل، لأن نظرة مجتمعنا لها زورت و شوهت بطرق مقصودة حتى أصبحت عند الأسر و المتعلمين مصدرا للقلق و الخوف و الحزن و الألم ، رغم أنها في الحقيقة مصدر للفرح و السعادة و الاحتفال و معيار للتقدم و النهضة .
فأبسط واجب تقدمه الأسرة لابنها التلميذ أو الطالب المقبل على الامتحان هو تحفيزه معنويا و ماديا قبل  الامتحان ب45 يوما على الأقل، فتستعد لامتحانات ابنها كاستعدادها لمأكولات و مشروبات رمضان و عيدي الفطر و الأضحى و للأعراس و المناسبات . فتدعو له الأسرة بالدعوات الصالحة و تشجعه و تذكره بأهمية الأمر ، و تهيئ له الأجواء الهادئة  داخل البيت وكما تحاول تجنب المشوشات عليه من شجار أو رفع صوت التلفاز  أو المذياع ، و توفر له  الغذاء المناسب و المحفز  مثل الحلويات و الكعك المنزلي اللذيذ و  اللوز و التمر و الفواكه الجافة الأخرى التي تنشط الدماغ و الذاكرة . علاوة على بذل الجهد لتخصيص مبلغ مالي إن توفر ليشتري به لباسا جديدا خاصا بيوم الامتحان  كأنه عيدا كباقي الأعياد. هذا كله يخلق أثرا سحريا  فعالا في نفسية التلميذ و الطالب،  يحسسه بالقوة و الإرادة و المسؤولية و يزيد من رغبته في التفوق و النجاح و تشريف الأسرة و الوطن .
أما التدريب و التوجيه الذي يعتبر اكثر أهمية فهو من اختصاص المؤسسة التعليمية ، حيث يقوم المدرس بالتنبيه لمسألة الاستعداد الفردي و الجماعي للامتحان ، ويسطر خطة محكمة لتشجيع و تحفيز تلاميذه و طلابه على الاستعداد بكل روح رياضية و نفس ايجابية للامتحان من خلال الإشارات التربوية و قصص النجاح المشهورة و حتى تجاربه الشخصية مع الامتحانات ليكتشفوا أسرار الاستعداد و التفوق مع التركيز على إزالة الخوف و القلق من – وحش – الامتحان  الذي للأسف يزرعه البعض في نفوس أبنائنا المقبلين على الامتحانات .
و قد يذهب الأمر إلى اكثر من ذلك، فتقوم إدارة المؤسسة بتنسيق و تعاون مع جمعية الاباء  و الشركاء بتنظيم دورات تدريبية و ورشات تأطير حول مهارات الاستعداد للامتحانات يؤطرها أساتذة متطوعون أو فاعلون مختصون في تنمية القدرات الذاتية ،بشرط التشجيع و المكافأة المعنوية لهذه الأطر بشواهد تقديرية أو هدايا رمزية قصد خلق علاقات تواصل و تعاون ايجابية بين الإدارة و الأطر لخدمة المتعلم و نهضة الوطن.
فيما يخص أدوار التلميذ و الطالب فهي تحتاج لتفصيل مجموعة من الخطوات التي يجب اتباعها أثناء الاستعداد للامتحان، سنتناولها في الأجزاء القادمة من سلسلة " كيف تستعد للامتحان بفاعلية و سعادة" ، فانتظرونا و لا تنسونا من صالح دعائكم .


                                                           ذ . فوزي محمد بشري

                                            ميضار 04 ماي 2014
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top