مذ كنت صغيرة كان لدي عقدة من علامة الإكس التي ترسمها المعلمة بالقلم الأحمر عندما أخطئ بشيء في الدفتر أو الكتاب، كنت كطفلة أرى أن المعلمة تثأر من الدفتر بعلامة الإكس الكبيرة التي تتوسط الإجابة وأحياناً الصفحة، وأشعر بها وصمة عار في جبيني حين أعود بخيبة حاملة دفتري إلى مقعدي محاولة إخفاء الصفحة عن زميلاتي حتى لا ترى أياً منهن الإشارة وأكون موضع سخريتهن ! وأبقى طوال اليوم يلازمني تأنيب الضمير من سوء ما حدث!
حين أصبحت مدرسة لا تزال آثار الطفولة هذه فيّ تكبر، فمنذ بدأت التدريس تعمدت ألا أضع علامة الإكس لإي من طلابي مهما كان الخطأ كبيراً في الإجابة، أقوم فقط بوضع خطٍ تحت الإجابة الخاطئة أو نقطة بالأحمر مع تنبيه للطفل للإجابة الصحيحة أو أمتنع عن التصحيح ، أحياناً أضطر إلى كتابة الحرف بالطريقة الصحيحة ليتعلمها الطفل، ما لاحظته أن طلابي أصبح لديهم ثقة أكبر بي فليس لديهم مشكلة إن حاولوا كتابة إجابة مخالفة لإجابتي طالما أنها تحمل نفس المعنى لثقتهم أنني حين أراها وإن كان بها خطأ لن أرسم الإكس على الدفتر وسأقوم بالتنبيه وتشجيعهم على المحاولة.
حين عاتبتني إحدى الصديقات وسخرت من أسلوبي بقولها" ليس من الضروري إن كان لديك عقدة من الأمر أن يكون لدى الأطفال نفس العقدة " قلت لها: ليس الأمر عقدة، لكن كثرة استخدامه سيسبب عقدة للطفل، أنا عندما أٌقوم بتصحيح دفتر أو كتاب الطفل ولديه عدة أخطاء وأقوم بوضع هذه العلامة على كل خطأ سيشعر الطفل أنني كمن أبحث عن معايب إجاباته وأخطائها وليس أني أريد تعليمه الأفضل، ما المشكلة من عدم استخدام هذه الإشارة إذا كان بإمكاني إيصال الرسالة بطريقة أخرى عن طريق خط تحت الخطأ أو الامتناع عن التصحيح أو أي طريقة بحيث أعطيه فرصة للتصحيح مع المحافظة على ثقته بي كمعلمة وكأم .
لم تقتنع صديقتي وبقينا على خلاف إلا أن أتى تعميم من الإدارة بمنع استخدام الإكس أثناء التصحيح والاكتفاء بالتبيه أو الخط تحت الخطأ. حينها فقط شعَرَت بعمقِ الموضوع وما يخلفه من آثار.
بواسطة لبابة الهواري
0 التعليقات:
إرسال تعليق