محرك بحث متخصص في تكنولوجيا التعليم


وعدت طلابي يوما بإجراء اختبار شهري في وقت محدد، لم يكن الامتحان صعبا للغاية ولا سهلا بالكامل، لكن يحمل أسئلة مختلفة يستطيع الكل حل بعضها، ولا يستطيع حل الأسئلة الأخرى إلا من ذاكر جيدا.
جاء اليوم المعلوم، ودخل الطلاب القاعة وتوزعوا في أماكنهم المناسبة لإجراء الاختبار.. وبدأت بتوزيع أوراق الأسئلة وأكدت عليهم بأن احذروا الغش فإن الاختبار يحتاج إلى تركيز فحسب، بدأ الطلاب جميعهم منهمكين في الإجابة وساد الصمت أرجاء القاعة.
حقيقة في تلك اللحظات الصامتة رأيت الكل يجيب ووجوههم تعبر عن الرضاء بالحل.. استمر الحال هكذا حتى مرت أكثر من 15 دقيقة، أحسست بعدها بأن الطلاب سيحاولون الالتفات إلى بعضهم، فقلت لهم: أنه بقي من الوقت خمس دقائق فحسب، وبعد أن جمعوا أوراقهم تعجبت كثيرا.. كيف كان حالهم في بداية الاختبار، ثم كيف حالهم بعد مرور وقت من الزمن، وسألت أحد المحاولين الالتفات إلى زميله، لماذا تريد الالتفات إلى زميلك وأنت في البداية تحل بشكل جيد؟! فأجابني: بصراحة ما كنت لأغش، وإنما أحببت التأكد من إجابتي.. سألته ثانية: ولماذا تتأكد وأنت قد أجبت في ورقتك.. أجابني بالقول: نعم أجبت في الورقة ولكن....، لم يكمل بعدها بالكلام وإنما ختمها بالابتسامة.
فسألت بصوت مرتفع قليلا وكان لايزال بعض الطلاب في القاعة: لماذا لا توجد عند الطالب ثقة بنفسه في الحل؟! فأجاب أحدهم من بعيد: صحيح يا أستاذ، والله هذا الذي ينقصنا.
نعم للأسف.. إن ما ينقص الكثير من الطلاب هي الثقة بالنفس في أمر الدراسة والإجابة عن الأسئلة في الاختبارات والامتحانات، وحتى أحيانا في إجراء المشاريع والبحوث الجامعية، فثقة الطالب بنفسه وأنه قادر على الإجابة واستكمال مشروعه لابد وأن يتمم في الأخير بالنجاح.. صحيح أن الأمر ستشوبه بعض الإخفاقات والقصور، فهذا ليس بالعيب، وإنما العيب في أن الطالب لا يثق بنفسه ثم يطلب النجاح الكامل رغم عدم وجوده، لأن الكمال لله وحده.
عزيزي الطالب/ الطالبة، إن أول خطوة للنجاح في كل الأمور وأولها الدراسة هي الثقة بالنفس والإحساس بالمسؤولية، حاول بقدر الإمكان الشعور بأن المنهج لابد وأن تفهمه قبل أن تحفظه، لأن الفهم أعمق من الحفظ، فإذا كان لديك ثقة وشعور بالمسؤولية استغنيت عن الغش والارتباك في إجابات الاختبار، وكنت صلبا قويا في استكمال تكاليفك المطلوبة منك وتقديمها في أحسن صورة إلى استاذك، وهذا الشيء يعزز كثيرا شخصيتك امام استاذك، حيث يعود بالاهتمام عليك والنصح لك بين الحين والآخر، وهو الأمر الذي يفضي بك إلى أن تكون من أوائل الطلاب أو تحل مركزا متقدما ومتفوقا من المراكز العلمية على مستوى مدرستك أو ثانويتك أو جامعتك.
فالثقة، الثقة أيها الطلاب.. أتمنى لكم التوفيق.

  بواسطة : عبدالله باخريصة   معيد في كلية الإعلام والصحافة
جامعة حضرموت

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top