يتوقف الجو المدرسي على العلاقات الإنسانية ويعتمد على توفير بيئة تربوية طيبة تساعد الطالب لكي ينمو نموا ً سليما ً، ويرتكز على أساليب تربوية حديثة لتنمية مهاراته ومعلوماته مثل توفير الأنشطة والوسائل المختلفة،
وتوطيد علاقات طيبة تساعد على تقدم الطلاب وتحقيق توافقهم.
فالجو المدرسي الذي يتسم بالمعاملة الحسنى والعطف والديمقراطية والإشراك في المهام والمسؤوليات وتحقيق الإمكانات يتيح الفرصة للطلاب لإشباع حاجاتهم وإشعارهم بالتفوق والنجاح، ويزيدهم ثقة بأنفسهم ويمضي بهم قدما للامام.
بعض المعلمين يلجأ الى العقاب اللفظي في تعامله مع الطلاب،
وهو عبارة عن كلمات قاسية وموجعة وشتائم، يوجهها بعض المعلمين أحيانا في حالة من الغضب والعصبية إلى الطلاب كوسيلة لضبط السلوك في الصف،
ويستخدمه المعلم هنا من أجل فرض سيطرته واحترامه على الطلاب مقتنعا أن هذا العقاب وسيلة فعالة وناجحة في العلاقة المتبادلة بين المعلم وطلابه ناسيا أنه يثير الخصومة ويدفع الطلاب إلى أن يكونوا اتجاها ً عدائيا وكراهيةً نحو المعلم والمدرسة. كما انه يرسخ مبدأ القمع الذي يقتل الطموح ويسبب الإحباط، مما يترتب عليه عدم التفاعل مع المادة العلمية والفوضى وعدم الالتزام بالقوانين والأنظمة وارتكاب المخالفات، وعدم تنفيذ أوامر المعلم وعصيانه، وتعطيل الدروس بإثارة الشغب أو التهريج، وهذا كله يظهر على شكل فوضى واحتجاجات وعدم تحقيق الأهداف التربوية والتعلمية.
يكون العقاب اللفظي باستعمال السب والشتم من قبل المعلم مثل (الأغبياء والكلاب والطويل والأطرش والأعمى والقذر والتافه والوقح والحقير والأزعر) وغير ذلك من شتائم لا تليق بمعلم ومربي فاضل.
ويكون العقاب اللفظي أيضا باستخدام السخرية واطلاق النكات والتهديد والصراخ كوسيلة للتخاطب والاتصال مع الطلاب وردعهم.
إن اللجوء إلى هذه الطريقة لا يفيد إلا في تكوين اتجاهات سلبية واضطرابات سلوكية تترك أبلغ الأثر في تكوين شخصية الطلاب المستقبلية وتنشئتهم الاجتماعية المتسمة بالإكراه والتسلط والعنف.
يؤدي العقاب اللفظي إلى اضطراب في ادراك الطالب واستيعابه للمفاهيم الدراسية وتعطيل طاقاته وتفكيره وتوتره الزائد، مما يؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي عنده وعدم القدرة على مواجهة وحل المشكلات الدراسية والشعور بالفشل .
وتترسب آثار العنف اللفظي (الإهانة اللفظية) في نفوس الطلاب عميقا ، فوصف الطالب بالغباء ، أو البلادة ،أو إثارة السخرية عليه من قبل زملائه ، أو تشبيهه بالجمادات كالحجر أو إحدى الحيوانات،
إهانة قاسية لذاته وشعور قاس بالذل فيكون من الصعب عليه تقبل المعلم مما قد يؤدي إلى وجود طاقة عدوانية ورغبة في الانتقام.
يمكن معالجة العنف اللفظي من خلال التوعية المستمرة والهادفة للإدارة المدرسية والمعلمين بأساليب التعامل مع الطلاب وفق أعمارهم وتوجهاتهم
مع ضرورة إرساء ثقافة الحوار بين المعلمين والطلاب وتكوين علاقات ودية مع الطلاب قائمة على التقدير والاحترام المتبادل.
المعلم الناجح يتبادل الآراء والأفكار والمعلومات ذات العلاقة مع زملائه ويدرس طلابه مع الحفاظ على العلاقات الإنسانية ويعاملهم باحترام
سواء لمشاعرهم أو حقوقهم وفق مستواهم الثقافي وقدراتهم وخبراتهم وهو يتجنب العقاب اللفظي من أجل السيطرة على طلابه في الصف،
ويلجأ إلى الحوار والمناقشة ومعاقبة المخالفين بأساليب تربوية حديثة ، ويتفادى الأساليب المنفرة في التعامل مع سلوكات الطلاب الخاطئة،
لذا ينال الاحترام والمحبة من الطلاب باعتباره القدوة لهم فيحبون التعليم ويتعلمون السلوك الحسن ولا يكرهون الذهاب إلى المدرسة.
لذلك كان لا بد أن يكون المعلم قدوة لطلابه في اللين والرفق والرحمة والتعامل الحسن، وأن يركز على العقاب البدني ويغفل إرشاد الطالب للصواب،
أو السلوك الصحيح، وتوجيهه إليه، وأن لا يجعل من العقاب البدني وسيلة سيئة تثير الألم المعنوي لدى الطالب، وتشعره بالظلم فينفر من المدرسة ومن ثم من المجتمع بأسره.
والإدارة الناجحة تعمل على إيجاد بيئة مدرسية مناسبة تساعد على التعلم والتعليم وتنوع الأنشطة التربوية في المدرسة التي يستطيع الطالب من خلالها تفريغ انفعالاته ومشاعره وسلوكياته غير السوية،
وتوثق أيضا العلاقة بين البيت والمدرسة من خلال إيجاد شراكة حقيقية بين المدرسة وأولياء الأمور لمعالجة السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها بعض الطلاب وتعديلها.
ويجب أن لا ننسى أنه كلما عُنِّف الطفل قلت قدراته العقلية وأن العنف يعلم العدوانية ويغرس الانتقام في نفوس الطلاب الذي يمتد إلى المجتمع أيضاً.
إذ أن مسألة الازدراء والسخرية والاستهزاء بقدرات الطلاب كفيلة بأن تزيد العدوانية بينهم والعنف والحقد والكراهية واستخدام القوة للرد ورفع القهر.
المعلمة آلاء مختصة صعوبات قرائية
0 التعليقات:
إرسال تعليق