اتضح من تعريفات تكنولوجيا التعليم السابقة الدور الذي يقدمه مدخل النظم لعلم تكنولوجيا التعليم. ومن التعريفات العربية التي اعتمدت على التعريفات الأجنبية السابقة وأعطت صورة واضحة لتكنولوجيا التعليم تعريف عبد اللطيف الجزار (1998) التالي :
" عملية متكاملة تقوم على تطبيق هيكل من العلم و المعرفة عن التعلم الإنساني و استخدام مصادر تعلم بشرية و غير بشرية تؤكد نشاط المتعلم و فرديته بمنهجية أسلوب المنظومات لتحقيق الأهداف التعليمية و التوصل إلى تعلم أكثر فعالية ".
و يحدد صاحب التعريف السابق أربع ركائز تقوم عليها تكنولوجيا التعليم كعملية نتاجها "التعلم" على النحو التالي :
1-تطبيق هيكل من العلوم و المعرفة التطبيقية المنظمة المتصلة بالمتعلم و عملية التعلم ومصادر التعلم و يشتق هذا الهيكل من : العلوم السلوكية و النفسية و العلوم التربوية و علوم الاتصال والمعلومات و العلوم الطبيعية و الهندسية و غيرها من العلوم المتصلة بتلك المجالات الثلاثة.
2-استخدام و توظيف مصادر تعلم (learning Resources )
بشرية و غير بشرية تتضمن : الأفراد و المحتوى و المواد التعليمية والأجهزة التعليمية والأماكن التعليمية والأساليب التي يستخدمها الأفراد لحدوث التعلم .
3-استخدام أسلوب المنظومات (Systems Approach) الذي يتضمن إتباع خطوات منطقية مترابطة قابلة للمراجعة والتعديل تبدأ من دراسة الواقع و الحاجات و تصل إلى بناء المنظومات التعليمية التي تحقق الأهداف التعليمية المحددة , تلك الخطوات نلخصها في التالي :
• الدراسة و التحليل للواقع التعليمي الذي توجد فيه المشكلة التعليمية وتحديد الحاجات التعليمية للمتعلمين وما يتوفر من مصادر تعلم بهذا الواقع التعليمي .
• تصميم التعليم وهي مرحلة يتم فيها تطبيق الكثير من العلوم عن المتعلم والتعلم ومصادر التعلم لتحديد مواصفات المنظومة التعليمية التي تحقق الأهداف التعليمية و هي مرحلة مكتبية تتم بالورقة والقلم.
• إنتاج المواد والوسائط التعليمية و هي مرحلة الإنشاء أو الحصول على عناصر المنظومة التعليمية أو اختيارها من المصادر المتوفرة .
• تنفيذ التدريس بالمنظومة و إجراء التقويم المستمر .
• عمل التعديلات في ضوء التغذية الراجعة المشتقة من التقويم المستمر حتى يتم تحقيق الأهداف التعليمية.
و من ثم تكون مخرجات هذا الأسلوب هي منظومة تعليمية تحدث التعلم المحدد بالأهداف التعليمية في الركيزة الرابعة التالية.
4-تحديد الأهداف التعليمية بطريقة إجرائية يمكن قياسها و التأكد من تحققها والتوصل إلى تعلم أكثر فعالية.
و مما تقدم يتضح تأكيد التعريف السابق على أن تطبيق مدخل النظم في تصميم وتنفيذ و تقويم وتطوير العملية التعليمية يمثل جوهر تكنولوجيا التعليم .
إن استخدام تكنولوجيا التعليم يعني ببساطة التطبيق المنهجي المنظم لكل مصادر المعرفة العلمية على عملية اكتساب و توظيف المعارف و ممارسة المهارات و تنمية الاتجاهات.
إن إتباع تكنولوجيا التعليم للمنحى المنظومي يؤكد على عدم النظرة إلى جزئية العملية التعليمية بل إلى كلية العملية التعليمية و التفاعل و الترابط فيما بين عناصرها المختلفة والعمل في شكل المنظومات .
المرجع :
د.أحمد محمد سالم ( 2006 ) : وسائل و تكنولوجيا التعليم , الطبعة الثانية , مكتبة الرشد ناشرون , الرياض, المملكة العربية السعودية.
بواسطة الأستاذ عبد اللطيف الجزائري
0 التعليقات:
إرسال تعليق