يختلف التعامل مع الأبناء من مربي إلى آخر حسب ما يحمله من مبادئ تربوية وخلفية ثقافية، ورواسب نفسية ماضية تؤثر في سلوكيات تربيته لأبنائه، كما ترتبط بما يتلقاه الطفل خارج البيت في الروضة في المرحلة ما قبل مرحلة الدراسة، والتي تعتبر حساسة جداً، وتتطلب بعض الأساليب، وتنفذ عبر آليات يتحكم فيها المعلم.
عن خصوصية هذه المرحلة تقول نورة جربوح مربية أطفال في مرحلة ما قبل التمدرس، إن هذه الفترة تعتبر حساسة جدا ومؤثرة بشكل كبير في حياة الصغار، لافتة أن علم النفس والتربية يؤكدان أن كل المعلومات التي تخزن لدى الأطفال تتحدد من سنة إلى ثماني سنوات، موضحة أن هذه السنوات الأولى من عمر الإنسان تتسم بصفات وسلوكيات جيدة، وأوضحت أنها تمتلك قدرة على تمرير العديد من الرسائل عبر أناشيد للفئات العمرية الصغيرة، لافتة أنها استطاعت أن تجد آليات صحيحة يقبلها الطفل الصغير ويحفظها عن ظهر قلب ثم تترسخ في ذهنه.
وتطرقت جربوح لهذه الأساليب من خلال قصاصات صغيرة لا تتعدى بضع سطور ليسهل حفظها تلحنها وتقدمها للطفل على شكل مقطع غنائي يسهل على الطفل التعامل معها، وقالت: «ألفت كتابا يضم العديد من الأناشيد الصغيرة، ونبعت تجربتي من خلال تعاملي مع الأطفال، بحيث لاحظت تجاوبهم الكبير مع الأناشيد، وتعتبر هذه الحصص من أجملها لديهم، ومن ثم حاولت استغلال الفرصة لتأليف هذه المقاطع، وتطرقت فيها إلى جميع القيم الإنسانية، والتقاليد والعادات، وقصص الأنبياء، بطريقة يسهل فهمها لاكتساب مهارات وسلوكيات إيجابية».
ولم يفت جربوح فرصة التعريف بالأعياد والمناسبات الدينية، وذلك من خلال قصص الأنبياء، وبعض القيم المجتمعية، موضحة معاني كل مناسبة، بحيث تحدثت عن رمضان وليلة القدر والعيد، موضحة معاني طقس من الطقوس، مركزة على ضرورة احترام الطفل لكل الناس من حواليه كالأهل والأحباب والمربية في المدرسة والمعلمة، وعدم التعدي على خصوصيات أصدقائه ومعرفة حدوده، كما تركز من خلال كتبها على تعزيز الوازع الديني من خلال قصص الأنبياء.
وبينت جربوح من خلال الأناشيد أن البغض والحسد والغيرة مرفوضة، ويجب تعويضها بالقلب الأبيض، وحب الآخرين والتسامح، كما نوهت بضرورة الاعتماد على النفس، وركزت أيضا على طريقة تناول الطعام واستقبال الضيف، والابتسامة في وجه الآخر، وترديد بعض الأدعية خلال تناول الطعام وقبل النوم وبعد الاستيقاظ منه، وحثه على ممارسة بعض الأنشطة الحركية، والتمتع بالهوايات، وتشجيعه على تناول الأكل الصحي.
وتناولت جربوح أيضاً حقوق الطفل، كأن لا يضربه أحد، وأن لا يسمح لأحد بأن يدخن أمامه، موضحة ضرر التدخين، وكيفية التعامل مع بعض الأمراض، منها السكري، وما هي المواد التي يجب تجنبها وعدم تناولها، وتعزيز القيم الإيجابية الأخرى وفوائدها.
بواسطة الأستاذة ماجدة خلوفي
0 التعليقات:
إرسال تعليق