محرك بحث متخصص في تكنولوجيا التعليم


اصبح هدف المربين والمعلمين هو تقوية الذاكرة كي يساعدوا الطلبة على التعلم والتحصيل. أجريت أبحاث مختلفة على طرق وأساليب تقوية الذاكرة. هناك من يؤكد على إحداث ارتباطات بين المواد المراد تعلمها والخبرات السابقة. على سبيل المثال عندما تريد أن تتعلم لغة أجنبية حاول لأن تعمل ارتباط بين صوت أو حرف اللغة الجديدة التي ترغب في تعلمها مع لغة ألام مما يسهل تذكر اللغة الجديدة. يذكر ( Engle , 1979, 184 ) بعض نتائج الأبحاث التي أجريت على استعمال تلك الارتباطات المذكورة سابقا. وقد وجدت تلك الأبحاث إن المجموعة التي عملت ارتباطات تذكرت من المادة 77 %. أما المجموعة التي لم تعمل ارتباطات فإنها تذكرت من المادة فقط 28 %. أكد بعض الباحثين:
أن المعلومات السابقة التي يحملها الفرد تكون مطبوعة في الذهن وتساعد على تسهيل التعلم للمعلومات الجديدة. يشير كل إلى إن قراءة الموضوع وتوجيه أسئلة حوله قبل عرضه كثيرا ما يساعد الطلبة على التركيز على النقاط المهمة فيه. كما يشير إلى إن أحداث العلاقات بين المواضيع وإثارة الخيال يساعد الطلبة على التعلم والتذكر.
و نتيجة للتجارب التي أجراها، إن هناك وسائل تساعد على التعلم. على سبيل المثال: إن وضع علاقة بين الكلمة والمعنى يساعد كثيرا على التعلم. أجرى  العالمان Jones and Hall تجربتهما على اللغة أما  العالمان Pressley and Dennis Rounds فقد اجريا تجربتهما على الدروس الاجتماعية و Shribery et al اجروا تجربتهم على دروس البايولوجي وقد استعملوا مفتاح لتدريس المعوقين بوضع تلك العلاقات بين الكلمة والمعنى.
هناك نظام آخر في إثارة خيال المتعلم وذلك بوضع علاقات يطلق عليها Peg word systen وذلك بإثارة خيال الطلبة بما يتعلق بالأرقام أو الصفحات. على سبيل المثال استعملت في اللغة الإنكليزية ما يلي:
One is a bum , Two is a shoe
Three is a tree , Four is a door
Five is a hive , Six is sticks
Nine is swine , Ten is a hen
أما في اللغة العربية فإن تلك الطريقة تضمنت الشكل التالي:
واحد واثنان الورد في البستان ـ ثلاثة وأربعة نأكل حتى نشبع
خمسة وستة دجاجة وقطة ـ سبعة وثمانية نلعب حول الساقية
تسعة وعشرة تفاحة وتمرة

لو تمعنا بتلك الكلمات المعطاة للأطفال لوجدنا أنها تتضمن اللعب والآكل والحيوانات التي يحبها الطفل. هذه الطريقة تثير انتباه الأطفال بالإضافة إلى أنها تخلق لديهم دوافع الحفظ.
ومن خلال ما رأيت في البرامج التعليمية في الاتحاد السوفيتي وجدت أن البرامج التعليمية في المدارس الابتدائية تعتمد على هذا الأسلوب في تعليم الأطفال القراءة والحساب اعتمادا واسع النطاق. وعندما تسال الطفل عن كلمة أو مسألة حسابية ينظر إلى الرسم او المجسم الذي يتعلق به.
ذكر أحد العلماء بأن في غينيا الجديد يستعملون أقسام الجسم في تعليم الأرقام للأطفال، وتبدأ تلك الطريقة بأصابع اليد اليمنى والذراعين والرأس والرقبة وتنتقل إلى الذراع اليسرى وأصابع اليد اليسرى، وتبدأ من رقم واحد إلى رقم 29. اختبر عالم آخر هذه الطريقة فوجد أن الأطفال من 7 ـ 16 في غينيا الجديدة  جميعهم يفهمون الأرقام بهذه الطريقة وإن الأطفال الكبار في عمر 9 سنوات قد استعملوا أرقاما أكبر باستعمالهم أقسام الجسم الأخرى، وأعتاد الأطفال على استعمال تلك الطريقة وبالعكس أحيانا، أي استعمال الجسم من اليسار إلى اليمين، ولكن بعض الأطفال يصابون بالارتباك عندما يستعملون العد من اليسار إلى اليمين.
يذكر عالم آخر بأن الكلمات المنظمة والتي تعطي معنى معين تكون أسهل على الفرد الاحتفاظ بها وتذكرها. كما يذكر العالم  Mayer بأن عرض المعلومات على شكل مقاطع أو تعرض على شكل هرمي تكون أسهل على الذاكرة استرجاعها , يذكر العالم  Gordon Bower تجربته التي تضمنت عرض المعلومات على شكل هرمي يستطيع الفرد أن يتذكر ثلثي المعلومات بسهولة.
عمل Melik برنامجا تليفزيونيا للأتراك وذلك بهدف إظهار النظام الذي يساعد على تقوية الذاكرة وذلك بالشكل التالي: أجلس 20 مواطنا تركيا من مختلف المستويات والأعمار وذكر أمامهم 20 كلمة وبعد أن انتهى طلب منهم إعادة ما حفظوا منها من الكلمات فلم يستطيعوا إلا ذكر سبعة كلمات منها أي ثلث العدد تقريبا، ثم بدأ بعرض الكلمات بحكاية مضحكة وخيالية وغير منطقية بعد ذلك طلب من الحاضرين إعادة الكلمات، أكثرهم رددوا العشرين كلمة متسلسلة وبسهولة وبالعكس أيضا. قمت بتسجيل البرنامج وعرضته على الطلبة وبعد العرض طلبت من الطلبة إعادة الكلمات فكانت نفس النتيجة. والذي دفعني إلى ذلك إن الهدف هو إن استبعاد عامل تكرار الأستاذ لنفس الكلمات الذي قد يكون عامل مساعد للمجتمعين على حفظ تلك الكلمات بالشكل الذي عرضه مليك.
هناك طريقة للتعليم اعتمدت على الطريقة التي اتبعها الرومان قديما في الحفظ. تتلخص تلك الطريقة بأن يضع المتعلم المواد المراد تعليمها أو تعلمها في محلات خاصة بها، كأن يضع بعض المعلومات في الكراج ـ هذا طبعا في الخيال ـ وأخرى في الممر، وفي غرف النوم والمطبخ، وان لم تكف جوانب البيت يتخيل محلات أخرى كبيت الجيران مثلا. عندما يريد الفرد تذكر تلك المعلومات يستحضر الخريطة الخيالية التي وضعها في ذهنه ووضع تلك المواد فيها مما يسهل عليه تذكرها. لقد استعمل الخطباء والزعماء تلك الطريقة قبل إلقاء خطبهم.
و يدرج أحد العلماء ملاحظتين مهمتين لتقوية الذاكرة هما ما يلي:
1 ـ هناك اختلاف بين التلاميذ ينبغي الانتباه إليه وذلك بأن بعض الأطفال بحاجة ماسة إلى فن تنمية الذاكرة التي يمكن استعمالها لمثل سنهم من الأطفال.
ذكر العالم  Justice  نتائج بحثه الذي أجراه على طرق تنمية الذاكرة لدى الأطفال فوجد بأن طلاب السنة الثانية لم يظهروا نوعا من الاسترجاع بينما أظهر طلاب السنة الرابعة نتائج جيدة في استعمال طرق تنمية الذاكرة. قد يعير الصغار ما قبل المدرسة اهتماما بأسماء الأشياء ولكنهم لم يستعملوا أي فن من فنون الكلمات بعد. ذكرالعالمBrown   بأن الأطفال في منتصف العمر يسترجعون المعلومات بالتكرار الذي يساعدهم ويسهل عليهم تنمية ذاكرتهم.
2 ـ نوعية الطريقة: وجدت دراسات عديدة بأن من الممكن أن يتعلم الأطفال كيف يستعملون الطرق الدقيقة بحيث تساعدهم على رفع قابلياتهم لمعرفة الأشياء التي تذكر أمامهم، كذلك تساعدهم على أن يتعرفوا على مدى معرفتهم بالأشياء التي مرت أمامهم. أشارت بعض الأبحاث إلى إن الأطفال في بعض الأحيان لم يفهموا المادة ولكنهم لم يجرؤا على الاعتراف بذلك. وبناءا على ذلك ادرج بعض التوصيات للمعلمين بالشكل التالي:
1 ـ توجيه أسئلة عامة حول الموضوع المراد تعليمه للطلبة ومساعدة الطلبة على إبداء آرائهم حول الموضوع بشكل حر.
2 ـ تشويق الطلبة إلى قراءة المادة، وبيان وتوضيح ماذا يجب عليهم أن يعملوا ويدركوا ويفكروا ويعرفوا.
3 ـ ينبغي مساعدة الطلبة على تركيز انتباههم للنقاط المهمة في الموضوع الجديد.
4 ـ مساعدة الطلبة على أن يضعوا على الأقل ثلاثة أسئلة حول الموضوع الذي يشعرون بأهميته
5 ـ السماح للطلبة أن يتبادلوا الأسئلة والأجوبة ولكن بدون الرجوع للمادة.
6 ـ من المستحسن تقسيم الطلبة إلى مجموعتين لمناقشة الأسئلة والأجوبة
7 ـ إعداد ملخص لنتائج عمل الطلبة، ووصف النقاط التي نوقشت خلال الدرس.
8 ـ إذا استعمل الطلبة بعض المهارات الفنية في تنمية وتقوية الذاكرة مرة لا يعني هذا انهم سيستعملون تلك الوسيلة الفنية دائما. وبناءا على ذلك ينبغي التأكيد على فن تنمية وتقوية الذاكرة لديهم.

إعداد المعلمة آلاء مختصة صعوبات قرائية

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top