محرك بحث متخصص في تكنولوجيا التعليم


يمكن تعريف التعليم الفردي بأنه ذلك النمط من التعليم المخطط والمنظم والموجه فردياً أو ذاتياً ، والذي يمارس فيه المتعلم الفرد النشاطات التعليمية فردياً ، وينتقل من نشاط إلي آخر متجهاً نحو الأهداف التعليمية المقررة بحرية وبالمقدار وبالسرعة التي تناسبه ؛ مستعيناً في ذلك بالتقويم الذاتي وتوجيهات المعلم وإرشاداته حينما يلزم الأمر . وقد تشغل نشاطات هذا النمط الذي يطلق عليه البعض التعلم المستقل جزءاً من حصته أو حصته كاملة أو مجموعة محددة من الحصص ، كما أنها قد تسبق نشاطات جماعية مشتركة أو تعقبها ، ويخضع هذا كله لبصيرة المعلم ومهارته وقدرته علي التخطيط المرن والتنسيق الدقيق .
وحتي يؤدي التعليم الفردي أهدافه سوف يتم تناول عرض ملامح استراتيجات التعليم الفردي ، كيف يجعل المعلم التدريس فردياً ، يلي ذلك إرشادات لتعامل المعلم مع متعلمين بطئ التعليم ومتعلمين أكثر قدرة علي التعلم علي النحو التالي :
أولاً : ملامح استراتيجيات التعليم الفردي :
علي الرغم من وجود اختلافات في أشكال وألوان التعليم الذاتي إلا أن هناك مجموعة من الخصائص التي تميز استراتيجيات التعلم لعل من أبرزها :
( 1 ) مراعاة الفروق الفردية : حيث يسمح هذا النوع من التعلم بإمكانية تعلم كل فرد تبعاً لإمكاناته واستعداداته وقدراته وسرعته الذاتية .
( 2 ) الضبط والتحكم في مستوي إتقان المادة : وهو ما يطلق عليه اسم الكفاءة Competency فلا يسمح للطالب بالانتقال من وحدة إلي أخري قبل التأكد من إتقانه للوحدة الأولي ووصوله إلي مستوي الأداء المحدد سلفاً في الأهداف السلوكية .
( 3 ) تفاعل المتعلم مع كل موقف تعليمي بصورة إيجابية : فالمتعلم في ظل معظم الألوان والأشكال السابقة للتعلم الذاتي ليس مستقبلاً للمعلومات وإنما مشاركاً نشطاً في جمعها من مصادرها الأصلية .
( 4 ) التوجيه الذاتي للمتعلم : حيث يسمح هذا النظام لكل متعلم بتوجيه ذاته نحو تحقيق أهداف محددة بدقة تحدد له ألوان الأداء المتوقعة منه تحديداً دقيقاً .
( 5 ) التقويم الذاتي للمتعلم : حيث يسمح هذا الأسلوب لكل متعلم بأن يُقوم ذاته حتي يتعرف علي مواطن الضعف ويعمل علي علاجها ذاتياً أو بمساعدة معلمه ، ومن ثم يصبح تقدمه مرتبطاً باستعداداته هو وليس باستعدادات الجماعة التي ينتمي إليها ، وبذلك يتجنب المتعلم الشعور بالنقص والخوف من الفشل .
( 6 ) تحمل المتعلم لمسئولية اتخاذ قراراته : التي تتصل باختيار الإستراتيجية التي تحقق أهدافه .
ثانياً : كيف يجعل المعلم التدريس فردياً ؟
هناك خمسة مكونات أساسية لعملية التدريس وهي : المحتوي ، الأهداف ، والأنشطة ، والوقت ، والإشراف ، ويكون التدريس فردياً إذا اختلف أحد هذه المكونات ، ويمكن أن يأخذ هذا الاختلاف صوراً متعددة نوجزها فيما يلي :
1 – تباين المحتوي :
ويقصد به اختلاف المادة الدراسية التي يتفاعل معها التلاميذ . وفي التدريس غير الفردي يكون المحتوي واحداً لجميع التلاميذ . وإحدي صور التدريس الفردي هو جعل المحتوي متبايناً ، بمعني أن يختلف المحتوي من تلميذ إلي آخر ، ويمكن أن يتم ذلك بثلاث طرق مختلفة هي :
( أ ) تنوع مصادر المعلومات :
وفي هذه الطريقة يكون موضوع الدراسة موحداً في حين تختلف مصادر المعلومات التي يستعين بها كل تلميذ عن الآخر . فيحدد موضوع الدراسة ويسمح للتلاميذ باختيار ما يتصل بهذا الموضوع من مصادر المعلومات تبعاً لرغباتهم ، علي أن تكون هذه المصادر موجودة بالفصل أو مقترحة من قبل المدرس . فمثلاً : إذا كان الموضوع هو دراسة (( الحديد والصلب )) فإن مصادر المعلومات التي يستطيع أن يختار التلاميذ من بينها يجب أن تشمل الكتب المقررة عليهم والكتب المقررة علي مراحل أخري في الكيمياء ، وتضم خرائط عن المناطق التي يحتمل وجود خامات الحديد بها ، ورسومات توضيحية لمصانع الحديد والصلب ، ومقالات عن أنواعه واستخداماته وخواصه . كما تشمل زيارات لمصانع الحديد والصلب ودراسات ميدانية لطرق استخلاص الحديد .
( ب ) تنويع موضوعات الدراسة :
في هذه الطريقة يختار التلاميذ موضوعات دراسية من بين موضوعات كثيرة تدخل تحت منهج معين . فإذا افترضنا أن منهج الكيمياء يدور حول (( كيمياء العناصر )) يجب علي التلاميذ أن يختاروا أوجها معينة لدراسة كيمياء العناصر فمنهم من يختار دراسة الخواص الكيميائية للعناصر ، ومنهم من يختار دراسة العناصر المشعة ، أو دراسة العناصر الثمينة مثل الذهب ، والماس ، وهكذا يتباين المحتوي من تلميذ إلي آخر .

( جـ ) تنويع ميادين الدراسة :
والطريقة الثالثة لتباين المحتوي هي السماح للتلاميذ بدراسة مواد متنوعة أثناء الفترة المتاحة للدراسة . فيختار التلاميذ المواد التي تتوافق مع ميولهم وقدراتهم وحاجاتهم الخاصة ، وهذه الطريقة تنتشر فيما يسمي ( بالتربية المفتوحة ) وبرامج الموهوبين عقلياً .
2 – تباين الأهداف :
والأهداف هي نتائج أو مخرجات التعلم المرغوب فيها والتي يجب أن تتحقق في نهاية العملية التعليمية . وفي التدريس غير الفردي تكون الأهداف عادة موحدة لجميع التلاميذ .
ويمكن جعل التدريس فردياً بوضع أهداف متنوعة خاصة بفئة الموهوبين وأهداف أخري لفئة الضعاف ومجموعة ثالثة من الأهداف لفئة المتوسطين . وعادة يتم تشخيص مستويات التلاميذ قبل تحديد الأهداف الخاصة بكل فئة فإذا فرضنا أن محتوي الدراسة يدور حول حقائق عن الكيمياء ، فإن جميع التلاميذ يدرسون نفس المحتوي ، ونفس الأنشطة في نفس الوقت وتحت إشراف نفس المدرس وبناء علي تنوع الأهداف الموضوعة فقد ينتهي بعض التلاميذ من دراسة 30 مشكلة في 45 دقيقة مثلاً ، بينما ينتهي البعض الآخر من دراسة 25 أو 20 مشكلة في هذا الزمن ويحقق الجميع الأهداف الموضوعة .
3 – تباين الأنشطة التعليمية :
ونعني بالأنشطة التعليمية جميع الإجراءات والمواد والتفاعلات التي تُعطي للتلاميذ لتسهيل تعلمهم ، ويقوم بها التلاميذ أثناء دراستهم لمحتويات موضوع معين ، ومن الأنشطة المألوفة القراءة والكتابة والاستماع والمناقشة والملاحظة والرسم وحل مشكلات علمية في المدرسة أو المنزل .ويمكن جعل التدريس فردياً بإمداد التلاميذ بأنشطة متباينة حتي إذا كان المحتوي والأهداف ثابتين لجميع التلاميذ . واختلاف الأنشطة وتنوعها يؤدي إلي تنوع طرق التعلم ، حيث يركز بعضها علي القراءة والبعض الآخر علي الوسائل البصرية ، ويركز بعضها علي المقابلة والمناقشة ......... وهكذا . وللتلاميذ الحق في اختيار النشاط الذي يتناسب مع ميولهم وقدراتهم وأنماط تعلمهم المفضلة . وتعتبر طريقة الخبرة المفتوحة في التربية من الطرق التي تركز علي تباين الأنشطة ، حيث تترك الحرية للتلاميذ في اختيار ما يريدون دراسته من مشروعات علمية وبالطريقة التي تتمشي مع رغباتهم .
4 – تباين زمن التعلم :

وزمن التعلم يعني عدد الدقائق أو الساعات أو الأيام أو الأسابيع التي يستغرقها التلاميذ في تعلم الموضوعات الدراسية المقررة بشكل يحقق الأهداف الموضوعة لذلك .
ويمكن جعل التدريس فردياً بإمداد التلاميذ بفترات متفاوتة من الوقت فهناك تلاميذ يتعلمون ببطء ، وهؤلاء يحتاجون المزيد من الوقت لإتمام تعلمهم بخلاف التلاميذ الذين يتعلمون بمعدل أسرع والبحث في التعلم للتمكن Mastery Learning كان برهاناً إضافياً للرغبة في تباين الوقت . أي جعل زمن التعلم متاحاً لكل تلميذ حتي يصل إلي درجة تمكن معينة . فلقد وجد الباحثون أنه بإعطاء التلاميذ مساعدة ووقتاً كافيين يمكنهم الوصول إلي مستويات عالية من التحصيل وهي ما تسمي ( مستويات التمكن )
Mastery Levels ففي التعلم للتمكن نجد أن بعض التلاميذ يحتاجون وقتاً أطول من غيرهم ، ولكن الجميع يتعلم بنفس المستوي. ومن المعروف أن تعلم قليل من المادة الدراسية تعلماً جيداً أفضل من تعلم الكثير منها تعلماً رديئاً .
5 – تباين الإشراف والتوجيه :
الإشراف والتوجيه يعني التحكم والإتصال والتفاعل الذي يتم بين المدرس وتلاميذه ، والتلاميذ بطبيعتهم يختلفون في تفاعلهم مع الدافعية أو الحث والشكر والثناء والتحذير والنصح والإنذار .فالبعض يحتاج أن يتكلم معه المدرس بطريقة لطيفة والبعض الآخر يستجيب بطريقة أفضل للكلمات الرنانة ، في حين يحتاج تلاميذ آخرون إلي إشراف وتوجيه مباشرين . ويعمل بعض التلاميذ بطريقة أفضل عندما يكون المدرس خارج الفصل .
ثالثًاً : إرشادات للمعلمين للتعامل مع طلابهم من بطئ التعلم ومن الأكثر قدرة علي التعلم علي النحو التالي :
( أ ) إرشادات لتعامل المعلم مع متعلمين بطئ التعلم :
1 – أن يؤكد المعلم علي مهارات الاتصال الفعال ( الحديث ، الاستماع ، القراءة ، الكتابة ) .
2 – أن يساعد المعلم المتعلمين لتحسين مهارات القراءة ( التلفظ ، معاني الكلمات ، الفهم ) .
3 – أن يدرس المعلم محتوي طبيعة المادة في تتابعية صغيرة مع الاستعداد المسبق من أجل اختبارات الدرس .
4 – أن يستخدم المعلم المواد السمعية البصرية ، والألعاب المختلفة التي تؤدي للإحتكار لأكثر من حاسة في نفس الوقت .
5 – يقوم المعلم بتدريس الاتجاهات الموجبة نحو الذات .

6 – لا يجب أن يعتمد المعلم علي الكتاب المدرسي بمفرده ؛ بل يستخدم مواد تكميلية شيقة لمستويات القراءة المختلفة .
7 – أن يخفض المعلم الواجبات المنزلية للحد الأدني ويدع الطلاب يعملون في الفصل مع مساعدته وتحت إشرافه .
8 – إطراء الطلاب لابد منه وكذلك التعليق علي العمل الذي يتم .
9 – أن يدرس المعلم الكثير عن كل طالب من طلابه بقدر ما يستطيع .
10 – أن يساعد المعلم الطلاب في تنمية مهارات القراءة لديهم .
11 – أن يجهز المعلم عبوات للتعليم الفردي من أجل الطلاب المتميزين .
( ب ) إرشادات لتعامل المعلم مع متعلمين أكثر قدرة علي التعلم :
1 – أن يكتشف علي النحو الصحيح بقدر الإمكان المستوي الحاضر للإنجاز لدي الطالب .
2 – أن يؤكد المعلم علي مهارات البحث ومهارات التفكير الناقد وحل المسائل .
3 – أن يحتاط من أجل العديد من البدائل بقدر الإمكان من أجل المشروعات والتجارب والتحقيقات واختيارات الواجب المحدد .
4 – أن يدع الطالب يخطط وينفذ وفق قابليته لتعلم الأنشطة الملائمة من أجل الحصول علي الاستجابة المقبولة .
5 – أن يستعد الطالب لمواقف حلقات المناقشة الجماعية ليناقش الموضوعات أو المسائل تحت الدراسة .
6 – أن يؤكد علي الاهتمام بالكيف وليس الكم عند تنفيذ التلاميذ لأنشطة ابتكارية .
7 – أن يعمل علي إحضار ضيوف متكلمين بفاعلية حتي يتمكن الطلاب من الاتصال وتلقيح الأفكار .
8 – أن يخطط من أجل الرحلات الميدانية ذات الصلة بالأنشطة المنهجية .

        إعداد المعلمة آلاء مختصة الصعوبات القرائية

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top